هذه قصة جميلة
زينة الوجه جميل والخصر نحيل, والشعر طويل, والعيون عسلية, زينة, بسمة كالصبح, يحبها كل من يراها, ولأنها تسكن في منطقة بعيدة لم يكن لها أصدقاء. سألت نفسها يوماً: هل سأبقى هكذا بدون أصدقاء؟ لا, لا يمكن هذا, فالمكان الذي أقيم فيه جميل جميل.. لا بد أن يكون لي فيه أصدقاء.
ومن يومها أصبحت العصافير والأرانب, والأشجار والأزهار أصدقاء زينة الجميلة الصغيرة. شجرة التفاح كانت تعطيها ثماراًَ حلوةً لذيذة والأزهار كانت تنثر على رأسها وروداً متفتحة بديعة .
أما العصافير فكانت تغني لها وتسمعها أعذب الألحان، والحصان كان يأتيها بقصص الأبطال الذين حاربوا في الزمان القديم أعداء الوطن . فرحت زينة بأصدقائها أحبتهم وأحبوها. وفي ذات ليلة سمعت زينة طرقاً على نافذتها ......................................
- من تراه يكون هذا الذي يطرق على نافذتي في الليل ؟ من !! من!! لا أحد يرد , ولكن الطرق يشتد, سأفتح النافذة تدخل الريح, إذن أنت من طرقت نافذتي, أنت ماكرة أيتها الريح, أنا لا أحبك لأنك عندما تأتين تتركين الخراب وراءك, أرجوك ابتعدي عني, وأغلقت نافذتها
وعندما أشرق الصباح خرجت زينة لتتفقد أصدقاءها كانت الريح شديدة, مرت على بيت الأرنب فقالت لها الأرانب : تعالي يا زينة, إبقي عندنا فالريح شديدة. - لا بل سأذهب وأطمئن على شجرة التفاح كانت شجرة التفاح تميل يمنة ويسرة قالت لزينة وهي ترتعش : قالت يا زينة ابقي عندي, فأنا أمسك بالأرض جيداً ولن تستطيع الريح أن تقلعني تعالي تعالي . - شكراً يا تفاحة سأذهب وأطمئن على بقية الأصدقاء
سمعت صوت العصفور يناديها : تعالي يا زينة وابقي عندي فعشي كبير وقد ثبته جيداً بين أغصان الشجرة ليقف في وجه الريح . - شكراً يا عصفور بل سأذهب لأطمئن على بقية الأصحاب . ومن بعيد سمعت صوت الزهرة الصغيرة تناديها : زينة تعالي عندي يا زينة فأنا هنا لن تستطيع الريح الوصول إلي فأنا أمد جذوري الصغيرة قرب النهر. - شكراً شكراً لأطمئن على بقية الأصدقاء.
من بعيد سمعت سنبلة القمح تناديها : زينة تعالي عندي يا زينة واختبئي تحت سنابلي الخضراء التي لن تستطيع الريح إقتلاعها.
شعرت زينة بالتعب, حاولت أن تختبئ عند سنبلة القمح, ولكن الريح حاصرتها من كل الجهات.
يا إلهي ماذ أفعل , ماذا أفعل ستأخذني الريح بعيداً, يا ليتني لم أخرج من البيت, يا إلهي سوف أموت, سوف أموت, وبكت زينة, وبكت وبكى معها العصفور والأرانب, والأزهار, وسنابل القمح, حتى الحصان بكى معها, وفجأة ظهرت غيمة.
هطلت الغيمة مطراً فهربت الريح وفرح الجميع.
